التصنيفات
غير مصنف

ماذا لو كان حذاء سندريلا في احتواء؟

-شذى آل صقيه

عضو لجنة المحتوى

(وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينْ)


لأن احتواء قصصٌ وحكايا لا تَنفد!
وبجُعبة كلٍّ مِنا أسرارٌ ورواياتٌ مُختلفة، قلمي يبدأُ في المسير دون توقفٍ هُنا!
عن الإحسان في تلك القصص والحكايا التي أغوص في عُمقها مجدّدةً لقلبي حبّ تفاصيلها كتجدّد شروق الشمس التي ترقبني من النافذة وأنا أكتب الآن..
فهل تشاركنا -عزيزي القارئ- أنا والشمس تذوّق حلاوة ما خطّه القلم؟
من ذكرى لإيثار متطوعة، وأمانة عمل، وطيب تربية..
دعنا نبدأ مع تلك الصورة التي لا تغيب، عن دقّة الإيثار سنتحدّث، عن صدق الشعور:
ففي استقبال الأُسر في كسوة فرح، في آخر أيام المعرض، يأتي ذاك الفتى الصغير الذي لم يتجاوز التاسعة من عُمره بكُل لهفةٍ وشوق: “الله! لطالما تمنّيت هذا الحذاء!” .
لا أعلم! عينا ذاك الفتى لا تزالُ تَلمعُ في ذهني!
ثمّ ماذا؟
لم يستطع الفتى بلوغ حلمه!
فالأحذية الرياضية انتهت، لكن.. هل من الممكن أن يعود خائبًا في أيام كسوةِ الفرح؟
بالتفاتةٍ سريعةٍ من تلك المتطوّعة، نزعت الحذاء الذي ترتديه، لتُكمل بقيّة يومها بغير حذاء، وها هي تضعه في كيسٍ كما لو كان جديدًا، تُسلّمه لزميلتها: “عطيه ما بيه يحس أنه مني”.
“إحسانُها المبذول في قلبي سكَن،
أحلامُ طفلٍ حُققت، يصنَعُها حذاء بالفَضل”

لم تكن الحكاية الأولى، ولا الموقف الوحيد،
فقصص احتواء تفيضُ إحسانًا، وتفاصيل العطاء تستوقفنا في كُل حملة!

أمّا عن آخر حملاتنا -دفء- بينما كانت التبرعات ألوفًا مجتمعةً من الأحذية، كُلٌّ لا بدّ أن يكون مع زوجه، يا الله الجُهد مُضاعف هُنا!
-“هذا الحذاء مُتّسخ جدًا ومليءٌ بالشقوق! والوقتُ يُداهمنا، أعتقد يا لمى أنّ هذا الحذاء يجب أن يُرسل إلى الجمعية فورًا، لا مجال لنُضيّع وقتنا عليه، بينما بإمكاننا بنفس الوقت الذي سنقضيه في حذاء واحد مثل هذا، أن نُنجز عشرة أحذية أخرى”
صوتٌ من جهةٍ أُخرى: “أصلحوه بقدر استطاعتكم، لا تَحرموا متبرّع الحذاءِ لذّة الأجر! أنتِ ترينهُ حذاءً وحَسب، لكّنه أجرٌ للمُتبرع وكسوةٌ لأحدهم أيضًا!”
يا الله!
لَم يغب عن بالي أبدًا حَديثُها!
كم يبدو الإخلاص والإتقان عميقًا يا الله حين يُخاف على أجر أحدهم!
في تلك اللحظة لم يثبت بذهني إلا بما يعني قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-:
(أحبِبْ لأخيكَ المسلم كما تُحبّ لنفسك)
كما تُحب..!
لمَ يقتصر الإحسان هُنا على المتطوعات فقط، أو على الأمانة في سياسة عمل احتواء، كتقسيم الثّياب إلى عدّة أقسام وطُرق؛ لتنظيفها وإخراجها بأبهى حُلة!
أو تعقيم الألعاب وتنظيف أعمق الأماكن وأدقّها لتُعطى إلى طفلٍ قد يرى بها عالمه وأحلامه!
بل حتى لتوعية الأسر المُستفيدة لدى المؤسسة، لأنّ الحاجة لم تكمن يومًا في الأشياء العيّنية وحدها فقط!

النّسخة السّابعة من كسوة فرح (رمضان1439هـ):
التبرّعات تأتي من الخارج، كراتينٌ وأكياسٌ كثيرة جدًا، اللون البُني يملأُ المكان، ومن بينِ ألوان الرمال، هُنا صندوقٌ ملوّن بكُل ما هو سَعيد، مُغلّف بتغليف يدوي بسيط مع رسائل مُعايدة قصيرة خُطَّتْ بأيادي أطفال متبرّعين. لا أعلم، لكن تمنيتُ لو بإمكاني أن أرى المُربّي!
شكرًا لكل أمّ تُربّي أطفالًا على الإحسان، ولأبٍ أعطى بالكثير لا الضئيل ليُقتدى به، شكرًا لكل مُربٍّ وضع قيمة العطاء والإحسان بين عينيه؛ ليصنع جيلًا مُحسنًا وعظيمًا.

قد يُمحى كُلّ ما يُكتب أو يُصاغ!
ويضيع كُل ما يُصوّر أو يوثّق!
أنا هُنا لأني أؤمن أن المواقف والقصص هي من تصنعُ الطريق!
هي من تصنعُنا، لا نحن نَختلقها، تُحفر في القلب، وتستقر في العقل، دون ضياعٍ أو نسيان.
وفي النهاية، حيثُ لا نهاية هُنا، ثُمّ إننا
“نتكاملُ للبذلِ سويًا ولنا بالبذلِ إحسان”

10 تعليقات على “ماذا لو كان حذاء سندريلا في احتواء؟”

يالله دمعت عيوني 😭😭😭😭😭😭😭😭
الله يجعلنا من عبادة المحسنين والي يخلصون النيه لوجهه الكريم 💕💕
ليت احتواء طول السنه موب متوقف على عدت ايام
ماشبع منكم 💔😫
احبببببكم كثير جداً
حتى كثير جداً لاتفي صراحه

فعلا شعور عظيم ارغب بان اتحدث عن شيئا شخصي رأيت بأم عيني معنى الاحسان وتوقفت لحظات واستشعرت فعلا ان الاسلام نعمه (يعطي بدون ماينتظر انه ياخذ لانه شي بينه وبين ربه محد يشوف ) احتجت لركننا بعض من الخيط والابره كان غير الزامي ولكن كنت فعلا ارغب بان الشي يُقدم كما انه لي . فذهبت لجميع الاركان حصلت حاجتي عند ركن الجلابيات فسالت ممكن خيط وابره اللون الفلاني ؟ فأجابت واحده منهن نعم تخيلت انها حاملت خياطه (اكتشف انها “مقلمه” وحاطه فيها الالوان الاساسيه ) لم اعلم لماذا ابتهجت هل ان البساطه الاحسان؟ ام الاحسان تعني البساطه ؟ فاسعدني هذا المنظر قلت فوراً بيني وبين نفسي “الله يكثر من امثالك “

يا الله لا ادري ماذا أقول ..لقد دمعت عيني من هذه القصص التي تضرب لنا اروع الأمثلة في الإخلاص في العمل.. وطلب الثواب من الله وحده ..الإحسان بكل مايعنيه .. بمثل هذه الهمم والنفوس التي تعمل بكل جد وإجتهاد وإخلاص في ادق التفاصيل دون كلل او ملل ..نشعر بالسعادة والفخر ..اسأل الله ان يضاعف لكم الاجر والمثوبة ويرزقكم سعادة الدارين ويبلغكم كل ماتتمنون ويجعل لكم من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ويرزقكم من حيث لاتحتسبون .

تدوينة عظيمة، وكلام رائع لامس قلبي.
احتواء مميز جدًا وبناته جدًا مميزين، اتمنى لو اكون جزء من هالمكان العظيم💚

روعه ❤️ فعلاً الاحسان في احتواء لم يقتصر فقط على جمع التبرعات بل هو ممتد ، واجمل الايام لدي هي ايام استقبال الاسر فمثل هذه الذكريات تخلد بالذاكره وتشعرك بالسعاده

بارك الله جهودكم ونفع بكم وحقيقة أن العمل لديننا ولأمتنا أمر عظيم لايوفق له إلا السعداء المباركين جعلكم الله منهم
وكما قيل ” السعادة بالعطاء وليست بالأخذ” دامت أياديكم البيضاء وزادكم الله فضلا .وفتح عليكم أبواب سعادة الآخرين💗

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.