التصنيفات
غير مصنف

لديّ حلم.. لديّ بصيرة

-شذى الأنصاري

عضو لجنة المحتوى

إن كان (توفيق زياد) يعطي نصف عمره لمن يجعل طفلًا باكيًا يضحك، فأنا أعطي نصف وقتي لمن يجعل طفلًا متسائلًا يرضى.
وأقضي النصف الآخر من وقتي في الحديث عن (برنامج بصيرة) مستفتحةً حديثي بقوله تعالى:
(قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) [الزمر: 9]
لا يستوون! كانت هذه إجابة احتواء، وكان برنامج بصيرة التعقيب الفعلي على هذه الآية.

أستطيع أن أسمع سؤالًا مُلحًا بعد قراءتك للسطور السابقة: ما هو برنامج بصيرة؟
ظاهريًا يمهد برنامج بصيرة طريق العلم أمام من واجهوا عقبات كادت أن تصرفهم عن سبل التعلم، أما جوهر البرنامج فهو ما أحاول أن أظهره بصقل حروفي في السّرد التالي..

لو جلست في مدرج ذاكرتي وتأملت الجو العام لبصيرة سأحب أن أتخيلها كعملة ذهبية في جيب الأيام، خُط على الوجه الأول منها كلمة (تعلم) ورُسم على الوجه الآخر صورة (شجرة) ترمز إلى النماء.

الوجه الأول: تعلم

تستطيع أن تُشغل عقلك بلغزٍ محير خلال مسيرتك في أروقة بصيرة، ذلك اللغز يتجسّد في سؤال: من يتعلم بالضبط؟
بنظرة سريعة على الفصول ستكون إجابتك: الأطفال طبعًا! لكن (طبعًا) هذه ستكون (ممكن) متشككة عندما تُلقي نظرة على المتطوعات في البيئة. ستلاحظ بأن كل متطوعة تتعلم في ميدانين متقابلين: ميدان الأطفال وتجربتها التدريسية، وميدان المتطوعات وخبراتهم الغنية.
وعندما تُنصت في مجالس الأمهات سينشغل سمعك بقول إحدى الأمهات:
«انتم تعلمونها وهي تعلمني، وتعلم أخوها» حينها سيستسلم عقلك ويقرر بأن نتائج التعلم هنا غير قابلة للحصر.
أليس هذا ما قصدوه عندما قالوا: إذا علمت بنتًا فقد علمت أمة؟

الوجه الثاني: شجرة

من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وزدني علما)

كان هذا الدعاء حاضرًا أثناء تعلمي وتعليمي. فتساءلت عن المعنى الحقيقي لـ (العلم النافع)؟
ساعدتني بصيرة في الإجابة -جزئيًا- على هذا السؤال، وكانت الإجابة الجزئية: أن العلم النافع هو ما أستطيع أن ألمس أثره في حياتي، وهو ما يساعدني على اكتشاف دوري -المخلص- في النهضة بنفسي وأسرتي ومجتمعي…

هذا العلم النافع هو ما أرنو إليه عندما أفكر بنمط التعليم في بصيرة؛ ففي أروقتها وفصولها يأخذ التعليم منحنى آخر بالإضافة لمنحناه الأكاديمي، وكأن البيئة تغرس بمن يلتحق بها بذور نماء تُورق في بصيرة أولًا، لتُثمر بعدها في بيئة الأطفال والمتطوعات..
فتكون النتيجة: أفرادًا يؤمنون بدورهم النمائي في المجتمع، ويمدّون جذور تغييرهم في الأرض، كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء.

أخيرًا:

لدي حلم.. أن يحصل كل طفلٍ على حقه في التعليم.
لدي بصيرة.. المساهِمة في تحقيق جزء من حلمي.

تعليق واحد على “لديّ حلم.. لديّ بصيرة”

موضوع جميل شدني
والعلم ليس قاصراً على الأطفال بل الجميع سواء كانوا أطفال أم مراهقين أم شباب أم شيوخ فهم بحاجه للعلم والتعلم
يجب ان لا تقول اكتفيت من العلم لان العلم ليس له اكتفاء ومهما كنت تملك من معلومات وخبرات ومهارات فأنت دائما تحتاج إلى المزيد من المعرفة والعلم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.