-سارة المقرم
عضو لجنة المحتوى
أجل.. بين يديكَ أنت -قارئي العزيز- منجمٌ نفيسٌ لا يقدَّر بثمن.. هل تعلمُ ذلك؟
كنوزُه ستجعلُ حياتَك جنّةً خضراء، وتفتحُ لك معابرًا إلى الرّضا والحُبور..
ستأخذُك إلى عالمٍ لؤلؤيٍّ يأسرُك بنقائه، وربّما تتساءلُ حينها: «أين كنتُ عنه من قبل»؟!
حسنًا.. لن أطيلَ عليك في محوِ تلك الضبابيّة عن ذهنك، وكشفِ السّتار عن إجابةِ تساؤلاتك.. ولتتابعْ قراءة أسطري ستجدُ ضالّتك!

أترى هذه الشّاشةَ التي تقرؤني من خلالها، ونقضي جميعًا جُلّ يومنا مُحدِّقين إليها؟!
ماذا لو قلتُ لك أنها هي المنجمُ الذي أعنيه؟!
وأنّها معبرٌ إلى كثيرٍ من الفُرص التي تُكسِب حياتك معنىً وقيمةً؟! وقتنا الذي نقضيه مع أجهزتنا نكاد نتّفق أنه يذهب سُدىً إن لم يكن في مهامٍ تتطلبها وظائفنا أو دراستنا، فضلًا عمن يعاني فراغًا شاسعًا في يومه، ولا يدركُ أنه قاب قوسينِ أو أدنى من إنجازاتٍ تزهرُ حياته إن أحسن استغلالَ جهازه..!
ولذا سأتحدّثُ هنا عن أفخمِ منجَمٍ من مناجمِ هذه التقنيَة، ذاك هو (منجم التطوّع) ياعزيزي!
لك عبرَ شاشتك طريقٌ موصلٌ إلى عالم التطوّع.. العالمُ الذي إن دخلته طوّقك بجماله فلا تملك للخروجِ منه سبيلًا.. بل لا تفكّر أصلًا في البحث عن مخرجٍ منه لعذوبته!
ولأنّي رأيتُ بهجة كنوزِه في «احتواء» تهفو نفسي إلى الحديثِ عنها؛ علّي أحرّك شيئًا في نفسِ أحدهم، فيتوقُ لتجرِبة تلك اللذّة!
سأخبرُك من واقعٍ معاصَر: كونُك تتطوّعُ «إلكترونيًا» لا يقلّ ذلك قيمةً أو متعةً عمّا لو كنت في ميادين التطوّع تعيش دآبةَ العملِ فيها، وربّما تقدّم أكثر ممّا يقدمه المتطوّعون في ميادينهم!
نعم.. ستكون في منزلك، لكنّك ستبلغُ الآفاقَ بقدراتك ومواهبك حين تسخّرها لنفعِ الآخرين، حين تدركُ أنّ في المجتمعِ ثغرًا لن يسدَّه إلّاك، وأنّ هناك جزءًا يحتاجك أنت وما تملك، حين تحتسب عملك وما بذلتَ لربّك لا تريدُ من سواهُ جزاءً ولا شكورًا..
لك أن تتخيّل مثلًا إن كنت متطوّعًا بقلمك وكتبت داعيًا إلى البذلِ لمحتاج، ثمّ تصدّقَ أحدهم متأثرًا بما كتبت، وأعطى لأنّ حرفَك استنهض همّته.. كم من الحسناتِ ستُكتب لك؟!.. يا لفخامة ذاك الأثر!
وعليه قِس في أي خبرةٍ أو موهبةٍ، ولأيّ فكرة تبديها أو رأيٍ تسديه، أو وقتٍ تمضيه.. كلّ ذاك رفعةً لميزانِك لن يذهبَ هباءً منثورًا.
ليس هذا كلّ ما في الأمر!
ستعرفُ أيضًا في هذا العالَم كيف تتآلفُ الأرواح دون لقاء!
كيف تعملُ مع أناسٍ لم ترهم يومًا، وتلتقي بهم خلف الشّاشة لسنواتٍ دون أن تعرفَ هيئةَ أحدٍ منهم!
بل يحدُث أن تكنّ لهم من مشاعرِ الوُدّ مثلما تكنّ لعلاقاتك الواقعيّة أو ربّما أكثر!
سترى كيف يلتقي أولو الهممِ مع تفاوتِ أعمارهم ومستوياتهم، واختلافِ أساليبهم.. كيف يُهمَل ذاك الاختلاف حين يلتقون لهدفٍ واحدٍ مسخرين طاقاتهم وما ملكوا لأجله!
ستعيشُ هناك حياةً جميلة.. تكاد تجزم أنها جنّة الدّنيا ومستراح الرّوح، وألا حياةَ سواها بهذا الجمال!
ستدركُ حينها أن تلك المعاني تعدلُ في قيمتها مناجمَ الذهب وثراءَ الأثرياء، المهمُّ أن تُحسِن اختيار مفتاحها عبر جهازك هذا، وتبني من وقتك أثرًا نافعًا يسمو بذكرك بين الخلائق، أو أنّه سيهوي بك إن أسأت استخدامه وينأى بك عن تلك العوالمِ الزاهية..
واختر لنفسك: هل تجعل من ساعاتِ فراغك سلّمًا لآفاق السّعادة، أو سورًا يسوّرك بالحسرةِ والنّدم؟
ختامًا: أنت من يجعلُ من جهازك منجَمَ ذهبٍ يغنيك، أو حُفرةً تلتهمُ أثمن ماتملك: عمرُك ووقتك، فكُن فطنًا..!
تعليق واحد على “بين يديك منجَمُ ذهَبْ!”
سارة ..
فُتِنت .. تبارك الرحمن على هذا الجمال♥️
ابتداءً بالعنوان الموفق، مرورًا بالمقدمة الشيقة، والنص السلسل، وانتهاءً بالخاتمة العميقة ..
ما شاء الله ♥️