التصنيفات
غير مصنف

خليّة احتواء

-نوف الحميِّد

عضو لجنة المحتوى

﴿وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ﴾ ﴿ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾.

بيَّن القرآن الكريم سيرة النحل في كلمات معدودات، فقد اتخذ النحل بوحي من الله تعالى بيوتًا من الجبال ثم انحدر منها إلى الأشجار، ثم إلى الخلايا التي يصنعها على نحو ما نعرفه اليوم.
وتدل الدراسات العلمية المستفيضة لمملكة النحل أن إلهام الله تعالى لها ليجعلها تطير بحثًا عن الغذاء، فتبتعد عن خليتها آلاف الأمتار، ثم ترجع إليها ثانية دون أن تخطئها بالذهاب إلى خلية ثانية غيرها، علمًا بأن الخلايا في المناحل تكون متشابهة ومرصوصٌ بعضها إلى جوار بعض، وذلك لأن الله تعالى قد ذلل لها الطريق ومنحها من قدرات التكيف الوظيفي والسلوكي ما يعينها على الاستبصار في رحلات استكشاف الغذاء وجنيه ثم العودة. وأما خلية احتواء، فأحببت أن أُسمّي تدوينتي بهذا الاسم؛ بناءً على ما أراه فيها من العمل والجهد الذي يُشبه خلية النحل تمامًا..!

وكأن البشر نحلٌ أثناء العملِ..
جهدٌ وبذلٌ بلا مللٍ أو كللِ..

تخيلوا معي إحدى حملاتنا والحدث:
هنا نوف أُحدثكم من حملة #آلاء، حيث العطاء والإحسانُ والنماء، أرواحٌ تُعطي ولا تنتظر مقابلًا، تبدأ المتطوعات بنقل العطايا المتراكمة من الباب إلى ساحة الفرز فتتجمع التبرّعات وتصبح كالجبال العظيمة 🌄
وفي غمضة عين، وبتعاونٍ وحبٍّ وإحسان، تختفي الجبال بعد أن تُفرز وتذهب كل قطعةٍ إلى خليتها (ركنها) المُناسبة لها فتتسابق النحلات في الخلية إلى الفرز والتصنيف بنِظامٍ وانتظام..

تمامًا مثل حملة #كسوة_فرح، فبعد أن تنتهي النحلات من التصنيف في الخلية، تبدأُ بتنقية القطع وإعدادها (بالتنظيف والتعقيم) ثم يُنقلُ الرحيق (التبرّعات من ملابسٍ وغيرها) إلى مكانه السليم ليُنتج العسل. 🐝💛

حتى تأتي الأسر إلى ذلك المكان البهيج فتبدأ باختيار العسل بأنواعه، كلٌّ بما يُناسبه وذلك بمساعدة نفس النحلات التي رتبت ونظّمت 🌟

وقبلها وأثناءها وبعدها مراحل وعطاء وجهدٌ عظييم جدًّا، ولا يسعنا في هذا المقام إلّا أن نُجمل في الكلام..

فمن التخطيط بدأت احتواءٌ رحلتها..

لجانٌ تتلوها اللجان، في هرمٍ منتظم لا يتزعزع لأنه بفضل الله وحده بُني على أساسٍ قويٍّ قويم، قال تعالى: {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.

فمن مهمة الإدارة العامة يبدأ الهرم وإلى لجان التنفيذ ينتهي ليظهر فيُزهر بإحسانه المُعتاد.

وبالطبع اللجانُ الظاهرة لن تُنجز دون اللجان الخفية (خلف الكواليس) كلجنة التسويق التي تُفكّر فتخطط ثم تصيغها لجنة المحتوى لتخرج متألقةً بتصاميم لجنة التصميم رسمًا وفنًّا 😍🌟

لكن وإن لم يعلم أحدٌ عن هذا الجهد الخفيِّ، (يكفينا أنَّ الله وحدهُ يعلم). 💜

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.