التصنيفات
غير مصنف

جُملةٌ أصبحت مصباحًا سحريًّا..

-لمى المسند

عضو لجنة المحتوى

« لا تخبىء ضوءًا.. فلربما كان هو السبيل لجمالٍ ينبثق من قلبك وعقلك.. »

لطالما كانت المخاوف تسيطر علينا فتكون حائلاً حقيقيًّا للإنسان أثناء مضيّه وسعيه قدمًا، ولطالما كانت مخاوفي تؤرقني خاصةً في الكتابة! 
لا أستطيع وصف الكمّ الهائل من التوتر الذي يجتاحني عندما يطلب شخص مني رؤية نص مكتوب من قِبَلي، غالبًا ما أحتفظ بنصوصي التي أكتبها فأبعدها عن الأنظار خوفًا من أن يطَّلع عليها أحد! كان هاجسًا حقيقيًا بالنسبة لي، كنت أؤمن أن الكتابة ليست ميداني، وليس لي كيان حقيقيٌ فيها.

في يومٍ لا أتذكر تفاصيله جيدًا جاءتني رسالة غريبة في مطلعها «لمى رُشحتِ لتكوني جزءًا من لجنة إدارة المحتوى في مؤسسة احتواء..» منذ قراءتي لتلك الرسالة أصبت بالذهول! حرفيًا لا أعلم كيف جاءتني تلك الفرصة! أن أكون جزءًا من إدارة محتوى في مؤسسة تطوعية ضخمة هذا بحد ذاته أمر أصابني بنوبة خوف أكبر!
صُعقت عندما طُلِب مني نموذج لكتابتي! في ذلك الحين لم يكن بيدي إلا استشارة والديّ وصديقة لي؛ إما أن يرشدونني للإقدام والموافقة أو أنني سأُحجِم وأرفض الالتحاق بهم، بعد المشورة جاءني رد صديقتي: «لمى فرصة بين يديك لا تضيعينها واجهي مخاوفك واستعيني بالله»  ولعل كلماتها كانت سراجًا وضّاء أنار بصيرتي، فكانت بدايةً لنور سطع بداخلي..
استكملتُ كل المهام المطلوبة مني قبل قبولي في اللجنة ولا أُخفيكم أنني في ذلك الوقت لم أتجرد تمامًا من خوفي ورهبتي ولكني أستطيع القول أنني تغلبت على جزء منه، تم قبولي وشعرت بأني كطفل يخطو أولى خطواته في دنياه، لم أكن متزنة بالفعل، بدأت التجربة الحقيقية بدأت في مواجهة مخافتي..
استلمت كتابة أول مهمة لي، لا أستطيع نسيان شعوري عندما أنهيتها ثم نُشرت بعد ذلك في حسابات التواصل الاجتماعي للمؤسسة، رهبةٌ وخوف تخالطهما السعادة والفخر كوني تغلبت على ما كنت أخاف وأنأى. 

في مثل هذا الشهر للسنة الماضية تم إرسال الرسالة، واليوم قد أكملت سنتي الأولى في كتابة المحتوى، نُشرت لي العديد من النصوص والكلمات خلال هذه المدة..
في هذه المرحلة أدركتُ أن الإنسان هو من يتحكم بمخاوفه وهو من يجعلها حاجزًا مانعًا، كلمةٌ واحدة قيلت لي على عجالة أستطيع القول أنها غيرت فيَّ الكثير.

قد تُعلّمنا الحياة دروسًا من خلال الفرص التي يسوقها لنا ربنا -جل وعلا- من العدم، فإن لم نخضها قد نسجن في زنزانة لا فلات منها، وإن لم نتخذ لنا خط بداية لطريقٍ لا نهاية له قد يكون مصيرنا كأننا على شفا جُرُف هارٍ.. إما أن نمضي قدمًا وإلا سينهار بنا. 

في النهاية.. أكتب لكم تدويتني هذه بعد أن هلك عقلي من التفكير واستنزفت كل طاقتي في استجماع حصيلتي اللغوية.. أستطيع القول الآن أنني تجردت من جلّ رهبتي منذ هذه اللحظة.. بمجرد نشري لهذه التدوينة وقراءتك لها.

.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.