-حصة السعيدان
عضو لجنة المحتوى
.
لي في عالم التطوع ما يقارب الخمسة أعوام، وقد كنت ضليعة بخصوص هذا المفهوم، ولكنني كنت أحبه وأنا لا أعرفه حتى! كنت أتخيله على أنه عالم صناعة وجبات غذائية وترتيبها وتوزيعها، بهذا الإجمال والجمال والبساطة..

لم أكن أتخيل أنني سأكتب يومًا طوعًا وحبًا وتطوعًا! نعم لدي ميول في هذا الجانب الأدبي وتغالبني الحيرة كما تغالب الجميع في دروب المواهب والميول، بداية من اكتشافها إلى صناعتها وتطويرها والارتقاء بها، ولكن كنت أكتب مع نفسي إلى أن جاءتني فرصة ذهبية، وهي أن أنضم للجنة إدارة المحتوى في المؤسسة. ومع أني أفهم كم أن الكتابة عملية صعبة لم أكن أتخيل أن لها هذه التخصصات والأنواع والاستخدامات والأثر!
لم تواجهني صعوبة في رصد الكلمات وسردها بقدر ما كانت تواجهني صعوبة استيفاء معاني العطاء الخلابة التي أشاهدها في الميدان مثلا، أو في المهام المستمرة المؤداة عن بعد كوسيلة، لكنها عن قرب كاهتمام ودراية، كانت المهمة الصعبة في أن تكون جزءًا من صناعة هذه الخيرات وكيف تؤديها بمسؤولية معهودة وبسخاء وارف.. كانت الفكرة أن يكون الحرف الواحد صدقة ونماء، والكتابة في أصلها حرفة أصيلة فكيف لو كانت في سبيل طيب ووفير؟

قد يتبادر إلى أذهانكم الآن كيف هي آليتنا في العمل، ولماذا صار هناك (لجنة) متكاملة للمحتوى الكتابي؟
نحن في البداية نتفق على أن المحتوى المقروء جزء لا يستهان به في عملية التنظيم والترتيب والتواصل والإخراج للأعمال. إذ أن الظهور التفاعلي في منصات التواصل الاجتماعي أو مع الجهات للتنسيق والتنظيم وحده لا يكفي.
كما نتفق على أن الكتابة ليست مجرد صف للكلمات بلا بعد نظر وبلا صناعة، إنها عملية متكاملة من الدراسة والتحليل والتفكير والموازنة، والإبداع!
إن الكتابة جزء لا يتجزأ من عملية سير الحملة الخيرية، وأي عمل خارج ذلك في الأصل، ولكن كيف يحدث هذا؟
طريقة التواصل المباشر بالكلام لا غبار على فائدتها، ولكننا نحتاج للنسخة (الرسمية) لهذه الاتفاقات الطائرة في الهواء وعلى هذا نعتمد في تأدية الاتفاقات ما بين المؤسسة والجهات على (خطابات) منظمة ترسل بصيغة رسمية وبقالب موحد.
ثم تأتي أعمال الحملة ذاتها، في التسويق لها، وفي النقل والتغطية وكل هذا يتم بإعداد خط زمني محكم للنشر بالتواريخ والأيام ونوع النصوص ونوع محتواها المرئي المصاحب. إضافة لنصوص إعداد هذه المحتويات المرئية سواء كانت نصًّا أو تصميمًا، أو نص سيناريو أو نص حوار مثلا أو شارة، وتوزيع مهام هذه الخطة من قبل قائدة اللجنة ونائبتها على الأعضاء وما يتبع ذلك من متابعة وتحسين وتطوير لهذه العملية ككل.
كما أن هناك مهام متزامنة مع الحملات القائمة للمؤسسة، هناك مهامًّا ثابتة لكل عضو كالتدقيق وكتابة التقارير النهائية للحملات أو الخطابات أو الخطط أو الترجمة أو المدونة هذه.
إن كلماتي السابقة ليست لإبداء أهمية الكتابة أو التعريض على فضلها علينا عامة وعليّ خصوصًا مع احتواء، إنني إذ أكتب هنا أكتب لأن التطوع مجد عظيم، وهذا المجد تقود طريقه بأي شيء تملكه، وهذه ليست بفكرة جديدة، الجديد هنا: لفت نظرك لوجوب الانتباه لمكامن الرزق في روحك ووهب جزء منها لهذا العالم الرحب.